أنفلونزا الخنازير

أصبح العالم يوما بعد يوم بل ساعة بعد أخرى يقترب من كارثة صحية تهم البشرية كلها ومن شأنها القضاء على حياة الملايين من البشر وتقويض الاقتصاد العالمي لسنوات عدة. لم نصل بعد نقطة اللاعودة، إذ لازالت هناك إمكانيات للحد من انتشار الفيروس وعدم تحول المرض إلى جائحة، أي وباء عالمي وهي إمكانيات وفرص ضئيلة، لكنها لازالت ممكنة.
من المفيد جدا أن يكون الناس مدركين تمام الإدراك للمرض، لحقيقته، لطرق الوقاية والحد من انتشاره، للكشف عن سبل العلاج، حتى نقلل أكثر ما يمكن من عدد الإصابات وعدد الوفيات.
من الأسئلة والمناقشة مع بعض الأصدقاء، يتبين لي الهوة العميقة بين ما يجب معرفته عن المرض وما يتم تداوله فعلا من أفكار ومعطيات عن المرض. والأخطر من كل هذا أن العديد من وسائل الإعلام هي الأخرى (المكتوبة والمرئية، بالمغرب وبالعالم العربي كله) غير مدركة للمرض ولا زالت تعتقد أن المرض مرتبط بالخنزير وأكل الخنزير وتربية الخنزير. وهناك من يعتقد أن القضاء على الخنازير، أو عدم التعامل معها، من شأنه أن يحمينا من المرض! أنفلونزا الخنازير لم يعد لها علاقة اليوم بالخنازير إلا بالاسم، أما الفروس وطرق انتشاره والمرض الذي يسببه أصبح بشريا، وهذه خطورته.
لذلك، سنحاول الإجابة عن أهم الأسئلة التي قد تدور في بال المواطنين.

1- لماذا الاهتمام بأنفلونزا الخنازير؟
إذا تحول المرض إلى جائحة عالمية، فليس هناك أي بلد في العالم سيكون بمنأى عن الفيروس. وسيصيب الفيروس والمرض أزيد من ربع السكان، وسيقتل ملايين البشر ويصيب عشرات الملايين بالمرض وضرورة أخذ العلاجات ودخول المستشفيات، وسيعطل أو تقريبا الحركة الاقتصادية، والتجمعات، ويعطل دواليب العمل... بسبب هذا، فإن الأمم المتحدة، من خلال منظمة الصحة العالمية، وكذا حكومات العالم تتابع تطور المرض دقيقة بدقيقة، وتستثمر الإمكانيات للمواجهة.

2- ما هي أنفلونزا الخنازير؟
الخنازير تصاب دائما بفيروسات الأنفلونزا Grippe ، مثلها مثل الإنسان، لكن لكل واحد فيروساته الخاصة، لا تنتقل عادة بين الأجناس. لكن أحيانا ومع الاختلاط بين الإنسان والحيوان يمكن أن ينتقل الفيروس من الحيوان إلى الإنسان والعكس كذلك.
إذا انتقل الفيروس من الخنزير إلى الإنسان يصاب هذا الأخير بالمرض. لكن مع ذلك، فالإنسان المريض لا ينقل المرض إلى إنسان آخر، لأن الفيروس الذي ينتقل من الخنزير إلى الإنسان لا يعرف بعد كيف ينتقل بين بني البشر. هذه المراحل كلها تجاوزناها. واليوم، أضحى الفيروس قادرا على الانتقال من إنسان إلى آخر. بمعنى أن حاملا للفيروس يمكن أن يعدي إنسانا آخر، حتى ولو لم يلتق هذا الأخير خنزيرا في حياته.

3- كل سنة تكون هناك إصابات بالأنفلونزا، ما الخطورة هذه المرة؟
فعلا، كل سنة يصاب ملايين الناس بالأنفلونزا، خصوصا في فصلي الخريف والشتاء. منهم مئات الآلاف يموتون بسبب هذه الأنفلونزا الموسمية خصوصا المسنون أو الناس ذوي الأمراض التي تضعف مناعة أجسادهم وتعرضهم للمضاعفات. ولأن الفيروس يتغير بسرعة، فالإنسان لا يمتلك المناعة إذا أصيب بالمرض أو استفاد من التلقيح إلا لمدة سنة واحدة، بعدها يكون معرضا لإصابات جديدة كأيها الناس.
هذا عن الأنفلونزا الموسمية. أما اليوم، فإن الفيروس جديد كليا. ولا أحد في العالم له مناعة ضده، لا كليا ولا جزئيا. وبالتالي، فهو سيحصد مئات الملايين من الناس كإصابات وبعض الملايين كوفيات.

4- ما هي أعراض أنفلونزا الخنازير؟
الأعراض مثلها مثل أعراض الأنفلونزا الموسمية، ارتفاع الحرارة، آلام في مختلف أنحاء الجسم، سعال، عياء... ويصيب الفيروس الجهاز التنفسي

5- ما هي خطورة الفيروس؟
الأنفلونزا الموسمية نفسها تشكل خطورة على صحة بل حياة الناس، وأكثر منها ستكون أنفلونزا الخنازير. لكن لحد الساعة، يجهل درجة خطورة الفيروس بشكل دقيق، لأنه ببساطة فيروس جديد كليا ويمكن أن يكون فتاكا أو أقل فتكا.

6- هل سبق أن عرفت البشرية جائحة مثل هذه؟
ادا اخدنا القرن العشرين وحده فإن العالم عرف جائحة الأنفلونزا ثلاث مرات بشكل كبير، سنة 1918 (الأنفلونزا الأسبانية التي قتلت ما بين أربعين وخمسين مليون إنسان!). سنة 1957-1968(الأنفلونزا الآسيوية التي قتلت من 1 إلى 2 مليون)، 1968 (أنفلونزا هونكونغ التي قتلت مابين 1 و2 مليون فرد)...

7- هل يمكن احتواء الفيروس؟
الخبراء يقولون إنه من الصعوبة بمكان احتواء الفيروس اليوم بعد أن تمكن من التأقلم مع البشر واستطاع الانتقال من إنسان إلى آخر.

8- كيف ينتقل الفيروس بين البشر؟
بنفس طريقة انتشار الأنفلونزا الموسمية. المريض حين يسعل أو يعطس قرب الآخرين، ينتقل لهم الفيروس من خلال الرذاذ المنبعث في عبر الهواء على وجوههم . أو إذا لمسنا أشياء تحتوي على الفيروس ثم نقلنا يدنا لفمنا أو أنفنا أو عيوننا.
والفيروس يمكن أن ينتقل حتى قبل ظهور أعراض المرض على المصاب به! لذلك، فالاحتياطات ضرورية حتى وإن لم تظهر على الناس أمامنا أي أعراض للمرض.

9- كيف يمكن التحصن ضد هذا الفيروس؟
الفيروس جديد وليس هناك أي لقاح ضده. للوقاية من الفيروس (وغيره من الميكروبات) يجب إتباع قواعد النظافة الاعتيادية، غسل اليدين بشكل مستمر بالماء والصابون، تجنب الاقتراب من المرض أو لمس أشياء ملوثة برذاذ المرض واستعمال الأقنعة الواقية وقت الوباء.

10-ماذا عن الأدوية واللقاحات؟
بما أن الفيروس جديد، فليس هناك أي لقاح. إذا تأكد انتشار الوباء عالميا (جائحة) فإن المنظمة العالمية للصحة ستنظم مع مختبرات الأدوية عملية صنع لقاح خاص بهذه الأنفلونزا. الأمر سيتطلب بين 4 إلى 6 أشهر لصناعة اللقاح (بدأات الاستعدادات مند عدة أيام)، وتلزم فترة أخرى مماثلة أو أطول لصنع اللقاح بكميات كبيرة.
بالنسبة للذين ثبتت إصاباتهم سيتم إعطاؤهم دواء في الـ48 ساعة بعد الإصابة دواء مضاد للفيروسات, كل دولة تتوفر على احتياطي من هذا الدواء تم تكوينه خلال الاستعدادات لانفلونزا الطيور, لكن الاحتياطي يختلف من دولة إلى أأخرى حسب الإمكانات وحسب قدرة المختبرات الدولية على صنعه بوتيرة سريعة.
هذه العقاقير تساهم في المعالجة وكذلك تقلل من احتمال انتقال العدوى من شخص إلى آخر.
د. الطيب حمضي
28 avril 2009

جلالة ملك الملوك الأخ القذافي

يوم فاتح شتنبر سنة 1969، يستولي قبطان بالجيش الليبي على السلطة بعد الإطاحة بالملك إدريس السنوسي الذي كان في رحلة علاج بتركيا.
هذا القبطان هو الأخ معمر القذافي. يومها، رقى نفسه مباشرة إلى رتبة كولونيل/ عقيد. وهي الرتبة التي يحافظ عليها إلى اليوم. وبعدها سمّى الانقلاب العسكري ثورة الفاتح من سبتمبر. ولأن الأخ القذافي مولوع بتغيير الأسماء، فقد غير اسم ليبيا لتصير الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى.
بداية هذا الأسبوع، وخلال مقاطعته لكلمة أمير قطر خلال افتتاح القمة العربية بالدوحة، علمنا جميعا أنه سمى نفسه: ملك ملوك إفريقيا، وإمام المسلمين. لذلك يلزم من اليوم تغيير الاسم البروتوكولي للعقيد ليصبح جلالة ملك الملوك الأخ القذافي .
أما عميد الحكام العرب، فهذا لقب مستحق. الرجل هو أقدم حاكم عربي. جميع الحكام الذين جايلوه أو أتوا بعده، إما ماتوا أو أطيح بهم في الانقلابات، أو سُجنوا أو سلموا السلطة سلميا وديمقراطيا لآخرين انتخبتهم الشعوب، إلا الأخ القذافي.. إذ مباشرة بعد سيطرته على الحكم، أحكم قبضته على السلطة ولم يعد ينفع لا انقلاب ولا انتخاب لتغيير فخامته. الأخ القذافي هو ليبيا وليبيا هي القذافي وكفى المومنين شر القتال!!
العقيد له "إشراقات" حفظه الله. له عيوب، أكيد، لكن له إيجابيات. وأهم إيجابياته أنه وسط الظلام العربي يستطيع أن يفرج عن هم وكرب الأمة العربية في الكثير من الأحيان بـ"القفشات" التي يقصد القيام بها لإضحاك هذه الأمة.
هو رجل كثير القراءة والاطلاع إلى حد إخراج النظريات في السياسة واللغة والتاريخ والمسرح... هو صاحب نظرية شكسبير أصلها الشيخ الزبير والشعب السوري أصله من الدول الاسكندنافية وإسراطين ...
يحكم ليبيا بالحديد والنار ويرسل مئات المعارضين إلى السجون أو القبور، منع الحياة الديمقراطية بليبيا وعوضها باللجان الشعبية التي تقرر كل ما يريد القذافي أن يقرره ولها كامل الحرية في اتخاذ القرارات التي يريد الأخ الفاتح اتخاذها.
القذافي ليس رئيسا لليبيا، هو فقط زعيم ثورتها. هكذا يقول، إن سألته لمَ لا يترك السلطة لغيره.
لكن هو من يقرر في كل شيء، هو من يستقبل زعماء العالم، هو من يمثل ليبيا في كل مكان.
الأخ القذافي يحب أحيانا بل كثيرا أن يلتصق بالشعب..وية، ويقيم بالخيام، وينش على الذباب بنشاشته اليدوية... وينتقد الحكام العرب كما يفعل أي مواطن عربي... بل يفشي الأسرار الدبلوماسية ليظهر قريبا من الناس.
خلال قمة الدوحة الأخيرة، قاطع رئيس القمة ليكيل الشتائم للملك عبد الله، قبل إعلانه طي صفحة الماضي.
الملك عبد الله لم يرد، لأنه نفسه لما كان وليا للعهد سنة 2003، قاطع القذافي خلال قمة شرم الشيخ، فأدرك الملك عبد الله أن الأخ القذافي جاء "ليرد الصرف".
الأخ القذافي لا تهمه وحدة عربية ولا صف عربي ولا قضايا عربية ولا مصير أمة. هو مستعد لتشتيت ما تبقى من صف الأمة دفاعا عن كبريائه وشخصه ليس إلا.
الأخ القذافي، صاحب "طُزْ في أمريكا"، سلم مسؤولين ليبيين متهمين بتفجيرات لوكربي، وصرف أكثر من ملياري دولار لضحايا العملية الإرهابية الأمريكيين، وفكك منشآته النووية وأعطى كل المعلومات عنها وكل المعلومات عن الجهات التي ساعدته في برنامجه النووي ومنهم العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان. فقط لينقد حكمه وكرسيه بعد ان رأى ما وقع لزميله صدام حسين.
الأخ القذافي ليس له الوقت للتفكير في مشاكل الشعب الليبي الضارب في الفقر.
قال إنه يئس من وحدة العرب، لأن كل دولة عربية متصارعة مع أخرى، فذهب لتوحيد إفريقيا! إفريقيا التي ليست دولها فقط هي المتصارعة، بل قبائلها وأحيانا بعض الأزقة متحاربة مع الأزقة المجاورة لها!!
يحب الأخ القذافي دائما، وهو الحاكم الذي يجلس على ملايير الدولارات الآتية من براميل النفط، يحب أن يظهر وكأنه مواطن عربي بسيط لا حول له ولا قوة أمام تخلف وجبروت "الحكام العرب".
وللأخ القذافي ثمانية أبناء كلهم- أو تقريبا- لهم مسؤوليات على رأس مؤسسات حكومية أو ذات تمويل حكومي كبير: محمد، سيف الإسلام، سعد، المعتصم بالله، هنبعل، عائشة، سيف العرب، خميس.
لاشك تتدكرون مغامرات حنبعل ابن الزعيم مع القضاء الفرنسي والسوسيسري بسب تهم لها علاقة بضرب زوجته الحامل و الاعتداء على خدمه وتهمة لها علاقة بشبكة لبنات الليل الباريسيات ... هدا الشبل من داك الأسد .. اللهم لاحسد..هذا هو الأخ القذافي، ملك ملوك إفريقيا وإمام المسلمين أطال الله في عمره وحكمه ووسع نفوذ حكمه حتى يشمل أمريكا اللاتينية وآسيا. على الأقل حتى نحس بما يحس به الشعب الليبي كان الله في عونه
03 avril 2009
الطيب حمضي

clés

الطيب حمضي . المغرب . العالم العربي . الديمقراطية . العدالة . المواطنة .المشاركة . الواقع السياسي . حقوق الإنسان. التنمية. الإرهاب. الأحزاب. العلاقات الدولية. المغرب العربي. الدبلوماسية. Tayeb Hamdi