المادة 5 دستورية، ولا طائل من ورائها !

أثارت مسألة "تطبيق" المادة الخامسة من قانون الأحزاب نقاشا واسعا بعد أن فسرتها مصالح وزارة الداخلية بما معناه منع المتقدمين للانتخابات الجماعية المقبلة من الترشح بالنسبة لمن تسري عليهم مواصفات المادة المذكورة. وكان من المتوقع أن يكون حزب الأصالة والمعاصرة أكثر ضحايا هذا المنع. لذلك، كان أول الرافضين بقوة لهذا التفسير، دافعا بكون المادة نفسها غير دستورية.
الواقع أن القراءة المتأنية لهذه المادة تخلص إلى كون تفسير وزارة الداخلية غير قانوني ومجانب للصواب، وتعليل ودفع حزب الأصالة والمعاصرة بعدم دستورية المادة لكونها تحد من حرية الانتماء مجانب للصواب كذلك.
لنذكر أولا بالمادة الخامسة من قانون الأحزاب.
المادة 5
تقول المادة الخامسة من قانون الأحزاب: "للمغاربة ذكورا وإناثا البالغين سن الرشد أن ينخرطوا بكل حرية في أي حزب سياسي مؤسس بصفة قانونية.
غير أنه لا يمكن لشخص، يتوفر على انتداب انتخابي ساري المفعول في إحدى غرفتي البرلمان تم انتخابه فيها بتزكية من حزب سياسي قائم، أن ينخرط في حزب سياسي آخر إلا بعد انتهاء مدة انتدابه أو في تاريخ المرسوم المحدد، حسب الحالة، لتاريخ الانتخابات التشريعية العامة الخاصة بمجلس النواب أو بمجلس المستشارين بالنسبة لأعضاء البرلمان المؤهلين للترشح لهذه الانتخابات".


عناصر المادة 5
إذا فككنا العناصر المكونة للمادة الخامسة بشكل مقتضب نقول إنها:
- تؤكد حق المغاربة البالغين سن الرشد في الانخراط بكل حرية في أي حزب سياسي مؤسس بصفة قانونية.
- منع أعضاء البرلمان بغرفتيه الفائزين بتزكية من حزب قائم من الانخراط في حزب آخر طيلة مدة انتدابهم.
- هذه المادة لا تتحدث مطلقا عن المنتخبين أعضاء الهيآت الأخرى، من مجالس جماعية، أو غرف مهنية، أو أعضاء الحكومة غير البرلمانيين... لذلك، فتطبيقها محصور في أعضاء البرلمان.
ولنأخذ مثلا الآن لنائب برلماني فاز باسم حزب الأحرار وقدم ترشيحه للانتخابات الجماعية المقبلة باسم حزب الأصالة والمعاصرة،
هل تمنع المادة 5 هذا النائب من الترشح؟
ليس بالضرورة. صحيح أن المادة الخامسة تمنعه، وهو البرلماني باسم حزب الأحرار، من الالتحاق بأي حزب آخر، مادام انتدابه البرلماني (أي عضويته) لازال ساريا. لكن هذا المرشح سيقول إنه فعلا نجح باسم حزب الأحرار في البرلمان، ثم قدم استقالته من هذا الحزب (والقانون لا يمنع ذلك)، وأصبح بالتالي من دون انتماء حزبي. وسيقول كذلك إن حزب الأصالة والمعاصرة عرض عليه ترشيحه ضمن لائحته للجماعات المحلية بصفته فاعلا، وأنه ليس عضوا بحزب الأصالة والمعاصرة. القانون لا يمنع الأحزاب من ترشيح مواطنين باسمها من غير المنتمين للأحزاب، أي أن الأحزاب لها الحق في ترشيح وتزكية أعضائها وكذا ترشيح وتزكية مواطنين من غير الأعضاء المنتمين للأحزاب في إطار "انفتاحها" على"الفعاليات" المجتمعية. القانون لا يمنع ذلك.
إذن، نحن أمام برلماني كان منتميا للأحرار ولم يعد كذلك، تقدم للترشيح باسم حزب الأصالة والمعاصرة، دون أن يكون عضوا به. وهذه حالة لا تنطبق عليها المادة 5. للإشارة، يمكن للبرلماني، حتى دون تقديم استقالته من حزبه الأصلي، أن يترشح باسم حزب جديد دون أن يلتحق به.
حتى إذا صرح هذا البرلماني بأنه التحق بالحزب الجديد، فإن ما سيتم إلغاؤه قانونيا هي عضويته بهذا الحزب الجديد. أما ترشحه، فهو قانوني حسب المادة 5.
لماذا، إذن، كان كل هذا النقاش؟
شخصيا، لا أعرف خلفيات هذه الزوبعة، خصوصا أن المادة الخامسة واضحة تماما. أكيد هي كانت مناسبة للحديث عن ظاهرة "الترحال السياسي". ولكن هذا النقاش السياسي لا يمكن أن يغير أو يؤثر في تفسير أو تطبيق مادة قانونية قائمة. وكان واضحا، من الأول، أن المادة 5 لن تمنع أحدا من الترشح، وحتى إن منعت وزارة الداخلية هؤلاء"الرحل" من ترشيح أنفسهم باسم أحزاب جديدة، فإن القضاء سيلغي ذلك.
هل المادة 5 غير دستورية؟
بلى. أحترم رأي الذين دفعوا بعدم دستورية المادة 5، بل حتى بعض القانونيين الذين ساروا على نفس المنطق. ولكن التحليل الذي يقول بلا دستورية المادة 5 هو تحليل غير منطقي.
حزب الأصالة والمعاصرة رفض تفسير وزارة الداخلية للمادة 5، دافعا بأن هذه المادة نفسها غير دستورية، لأن الدستور يضمن حرية الانتماء.
هذا يستدعي بعض الملاحظات.
أولا، حزب الأصالة والمعاصرة ليس هو المجلس الدستوري الذي يقرر ما هي المواد المطابقة للدستور التي سيحترمها والمواد المخالفة لأحكام الدستور، حسب رأيه، والتي لن يحترمها. الحكم بدستورية قانون ما له مساطره الخاصة، ووحده المجلس الدستوري مؤهل للفصل في دستورية قانون ما من عدمها. وإلى أن يقول يوم ما المجلس الدستوري أن المادة 5 مخالفة للدستور، فهي قائمة وعلى الجميع احترامها، بما في ذلك وزارة الداخلية والأحزاب، والقضاء ساهر على تطبيقها.
والأهم من ذلك أن الدفع بأن المادة 5 غير دستورية لأن الدستور يضمن هذه الحرية هو دفع مجانب للمنطق.
الدستور يضع المبادئ، والقوانين تنظمها. وإلا لماذا مثلا لم يحتج حزب الأصالة والمعاصرة على المادة 6 من نفس القانون التي تمنع العسكريين والقضاة من الانخراط في حزب سياسي بالمطلق! أليس حق الانخراط حقا مطلقا؟ الانخراط في حزب سياسي بكل حرية هو حق يضمنه الدستور لجميع المغاربة البالغين سن الرشد. وهناك قوانين تنظم هذا الحق وهذه الحرية، بما لا يتعارض مع الدستور. ثم، وهذا هو الأهم، إن المادة 5 لا تمنع حرية الانخراط، بل تمنع أعضاء البرلمان السارية مدة انتدابهم من الالتحاق بأحزاب أخرى غير تلك التي نجحوا باسمها.
المادة 5 تمنعهم من الجمع بين الاثنين: العضوية في حزب جديد والعضوية في البرلمان عبر فوز بتزكية من حزب آخر. ويمكنهم في أي لحظة أن يلتحقوا بالحزب الذي يريدون إذا ما وضعوا هم أنفسهم حدا لانتدابهم بالبرلمان.
هل المادة 5 تمنع الترحال السياسي؟
أبدا. الفكرة من المادة 5 كانت هي منع الترحال السياسي. إذ مع كل دخول برلماني تعمل الأحزاب على استقطاب برلمانيين من أحزاب أخرى لضمها إلى صفوف فريقها. وهكذا، تجد حزبا نجح بـ20 برلمانيا مثلا، بعد شهر يصبح له فريق بالبرلمان من 30 أو 40 برلمانيا والعكس. وهي ظاهرة مسيئة، لأنها لو همت فردا أو بضعة أفراد لكان الأمر يدخل في خانة الاختلاف والاقتناع. لكنها أصبحت ظاهرة تسيء للممارسة السياسية ولكن...
ولكن المادة 5 لن تمنع هنا الترحال. فالالتحاق بفريق برلماني لا يعني الالتحاق بحزب ما. والفرق البرلمانية يكونها الأعضاء بالبرلمان وليس الأحزاب. بل يمكن لبرلمانيين بدون أحزاب أن يكونوا فريقا، أو برلمانيين من أحزاب مختلفة تكوين فريق، كما يمكن لأعضاء في حزب معين أن يؤسسوا فريقين أو ثلاثة إذا توفروا على العدد الكافي لذلك.
هل يمكن منع الترحال السياسي بالقوانين؟
من الصعب ذلك. لنفرض أننا غيرنا القوانين واجتهدنا ومنعنا ووصلنا إلى كون كل برلماني نجح باسم حزب ما عليه أن يبقى دائما بالبرلمان مع هذا الحزب. هل سنفرض عليه بالقانون أن يصوت مع ما يقوله له حزبه؟ التصويت داخل البرلمان تصويت فردي وحر ولا يمكن أن يفرض أحد على أي برلماني التصويت في هذا الاتجاه أو ذلك. لذلك، فحتى إن منعنا برلمانيا من مغادرة حزبه أو فريقه، فإن من شأن المفاوضات مع حزب آخر أن تجلبه للتصويت مع أو ضد اتجاه مخالف لمواقف حزبه. وهذه لا يمكن منعها بأي قانون. أما قضية الالتحاق بفريق دون آخر، فلن تغير إلا في حجم الفرق والامتيازات الممنوحة للفرق حسب حجمها ليس إلا!!
ما سيمنع هذه الظاهرة هو احترام الأحزاب لنفسها وللناخبين، وذلك بعدم التهافت على البرلمانيين في كل دخول برلماني، وعدم التهافت على كل من هب ودب (سياسيا) لترشيحه للانتخابات البرلمانية باسمها، فقط لكونه يتوفر على الأموال والحظوظ للفوز بالدائرة دون أي علاقة له، لا بالحزب ولا بأفكاره ولا برنامجه الانتخابي، ولا قيمه ولا التزاماته. مادام مثل هؤلاء يصلون إلى البرلمان باسم الأحزاب ، فإنهم سيصوتون دائما للجهة التي تمنحهم أكثر من الامتيازات وغيرها ولن يصوتوا طبقا للأفكار والوعود التي قدموها للناخبين وطبقا لتلك المبادئ والالتزامات، لأنهم يفتقدونها أصلا
المادة 5 دستورية، ولا طائل من ورائها. إن أقصى ما يمكن أن توفره المادة 5 هو السماح لمصالح وزارة الداخلية والنيابة العامة عند تلقي لوائح أجهزة الأحزاب، بعد عقد مؤتمراتها وطنيا وجهويا ومحليا، أن ترفض عضوية برلمانيين رحل بتلك الأجهزة إلى أن تنتهي مدة انتدابهم. غير ذلك، فإن المادة 5، رغم دستوريتها، لا تساهم لا في تخليق العمل السياسي ولا في تنظيمه، بل هي مادة لا طائل من ورائها.
الطيب حمضي
29 mai 2009

أهم ما يجب معرفته عن الجائحة المحتملة للأنفلونزا





استجواب مع الدكتور الطيب حمضي *


الطيب حمضي، الطبيب والباحث في قضايا الإعلام الطبي والتربية الصحية، يكشف


بعد تزايد عدد المصابين بأنفلونزا "الخنازير"، هل يمكن أن نقول إن المغرب أصبح قريبا من الإصابة بهذه الأنفلونزا؟

كما أشارت إلى ذلك المنظمة العالمية للصحة، ومثل كافة أنواع أمراض الأنفلونزا التي تتحول إلى جائحة، ليست هناك منطقة في العالم ستظل في منأى عن الإصابة بهذه الفيروسات والجائحة التي تنتج عنها. والمغرب، مثله مثل باقي البلدان، ليس بمنأى عن ذلك ويمكن أن يصله الفيروس والمرض إذا ما تحول الوباء إلى جائحة.

تحدثت عن المرض والوباء والجائحة، ماذا نقصد بالضبط عندما نتكلم عن الجائحة؟
المقصود بالوباء هو انتشار مرض معين بمنطقة معينة أو بين مجموعات بشرية معينة. أما عندما ينتشر الوباء بمختلف دول العلم (قارة، نصف الكرة الأرضية أو العالم كله) فيسمى جائحة. وهذا هو التخوف الذي تبديه، الآن، المنظمة العالمية للصحة.
نحن الآن في بداية شهر ماي، فهل يمكن الحديث عن تحول المرض إلى جائحة؟
المنظمة العالمية للصحة هي التي تتولى على المستوى العالمي تتبع تطور الأمراض والأوبئة، وتحديد جغرافية انتشارها، كما تتولى إصدار التحذيرات بحسب خطورة المرض أو الوباء. السلطات الصحية لكافة الدول تتعاون مع المنظمة في هذا الإطار، باعتبارها مرجعا أساسيا ينسق كافة الجهود ويجمع كافة المعلومات. اليوم (5 ماي 2009)، لازال مؤشر المنظمة العالمية للصحة على الدرجة الخامسة من سلم الإنذار، وهي الدرجة ما قبل الأخيرة، أي ما قبل الجائحة. بمعنى أننا اليوم وصلنا إلى مرحلة اقتراب المرض من التحول إلى جائحة.
هل هذا يعني أننا يمكن أن نظل في الدرجة الخامسة لوقت طويل ويتم تفادي تحول المرض إلى جائحة؟
يقول الخبراء إنه من الصعب جدا احتواء فيروس ينتقل من الإنسان إلى الإنسان بالسهولة التي ينتقل بها فيروس الأنفلونزا. هناك جهود كبرى لاحتوائه اليوم، وقد تنجح الجهود ولو بشكل مؤقت، لأن الفيروس سيعود بالتأكيد خلال الأشهر المقبلة، خلال الخريف والشتاء، وهما الفصلان الاعتياديان لانتشار الأنفلونزا الموسمية. ما بين اليوم وموعد احتمال عودته، إذا تمكن العالم من إنتاج لقاح ضد الفيروس وبكميات كبيرة، سيكون ذلك صمام أمان ضد خطورة الجائحة.
المرض حمل في الأول اسم "أنفلونزا الخنازير"، قبل أن تعمد المنظمة العالمية للصحة إلى تغيير اسم، ما هي طبيعة هذا المرض بالضبط؟
فيروس الأنفلونزا يصيب الإنسان والطيور والخنازير... ولكن الفيروسات لا تستطيع الانتقال من فصيل إلى آخر. لكن في بعض الأحيان، نظرا لاحتكاك الكائنات مع بعضها، يمكن أن ينتقل مرض الأنفلونزا من فصيل إلى آخر: من الخنزير إلى الإنسان أو العكس، أو من الإنسان إلى الطيور أو العكس...
المرض الحالي، الذي انطلق من المكسيك، لاحظ الباحثون في المختبرات أن اثنتين من الجينات المكونة له مشابهة لجينات الفيروس المنتشر بين الخنازير. وقالوا بالتالي إن فيروسات المرض جاءت من الخنزير. ولكن لحد الآن لم يتوصل الخبراء ومعهم منظمة الصحة العالمية إلى أن الفيروس المسبب للمرض قادم مباشرة من الخنزير. مع العلم أن الخنزير له خلايا مشابهة للإنسان، وهو معروف، أيضا، أنه بمثابة المعمل الذي تختلط فيه الفيروسات القادمة من الإنسان والطيور مع فيروساته الخاصة...
ولماذا، إذن، تم إطلاق اسم الخنازير على هذا المرض، وهو الأمر الذي خلق نوعا من التشويش وسط المجتمعات الإسلامية، ونتجت عنه ردود فعل ثقافية لا علاقة لها بالمنظور العلمي؟
ردود الفعل اللاعقلانية، التي ظهرت في الدول الإسلامية، سجلت كذلك وسط دول أخرى غير إسلامية. فردود الفعل في الدول الإسلامية ناتجة عن النظرة إلى الخنزير كحيوان محرم ومنبوذ. وبالتالي، خلقت عند بعض الفئات تأويلا غير علمي يعتقد بأن من لا يتناول الخنزير أو لا يقترب منه لا يصاب بالمرض. وهذا غير صحيح، بل إنه خطأ قاتل. الخطأ الثاني الذي وقع بالدول غير الإسلامية هو مقاطعة أكل لحم الخنزير، مع العلم أن أكل لحم الخنزير لا يؤدي إلى الإصابة بالمرض. هذا خطأ كذلك.
لهذا، قامت المنظمة العالمية للصحة بتصحيح كل هذه الأخطاء في التواصل وأعطت للمرض اسم فيروس .H1N1، أولا لأن الفيروس المسبب للمرض ليست هناك إثباتات مخبرية بأنه آت مباشرة من الخنزير.
بالفعل، لم تقدر جيدا منظمة الصحة العالمية في الأول الإسقاطات التي يمكن أن يتسبب فيها إلصاق اسم المرض والوباء بالخنزير. لذلك، رأينا، خلال الأيام الماضية وقبل تصحيح الخطأ، كيف أصبحت المجتمعات الإسلامية تطالب بإعدام الخنازير ومقاطعة الدول الأخرى للحوم الخنازير.
هذا الخطأ التواصلي كانت له تداعيات خطيرة على مستوى الاحتياطات الواجب اتخاذها للوقاية من المرض، سواء في العالم الإسلامي أو غير الإسلامي. وسوء الفهم هذا، إذا ما ظل قائما، يمكن أن يفاقم من انتشار الفيروس نتيجة الاعتقاد الخاطئ بأن الخنازير ولحومها هي المتسببة في الإصابة.
هذا الاعتقاد الخاطئ ربما هو الذي دفع بالسلطات المصرية إلى اتخاذ قرار إعدام الخنازير والدخول في مواجهة مع مربي الخنازير؟
أكيد أن مصدر ذلك لا يعود إلى اعتقادات خاطئة من طرف السلطات المصرية. فهي تعلم بحقيقة المرض، فمصر لها تجربة كبيرة في الميدان الصحي وتتوفر على خبراء في هذا المجال. أظن أن السلطات المصرية استغلت هذه المناسبة وقررت التخلص من حظيرة كبيرة من الخنازير التي تربى وسط التجمعات السكنية، داخل المدن ووسط الأحياء بشكل عشوائي، وهي تشكل فعلا خطرا وبائيا في المستقبل. لكن التوقيت الذي اختارته السلطات المصرية خلق نوعا من البلبلة. وهي إن كانت تحاول التخلص من مشكل مستقبلي، فإنها قد تتسبب في إشاعة نظرة خاطئة عن المرض يمكن أن تؤثر على طرق الوقاية. والمواجهة مع الأوبئة تتطلب تظافر جهود الجميع وأولهم الناس. وهؤلاء لا يمكن أن يتعاونوا معك مستقبلا إن أحسوا بأنك تستغل قضايا صحية خطيرة ظلما أو كذبا لإلحاق الضرر بهم. الخطاب الرسمي يفقد مصداقيته، وهذا أخطر شيء.
بخصوص طبيعة هذا الفيروس، هل له ارتباط معين بالفصل الحالي، الربيع، أم بالطبيعة المناخية لكل منطقة؟
الذي يجب أن نعلمه هو أن فيروسات الأنفلونزا الموسمية تنتشر على طول السنة، ولكن هناك بعض الفترات يكثر فيها انتشار المرض، ونعني بذلك فصلي الخريف والشتاء. لذلك، يبدأ موسم التلقيح/التمنيع السنوي ضد الأنفلونزا بداية شهر شتنبر. ويجب التمييز هنا بين الأنفلونزا الموسمية التي تأتي كل سنة، والأنفلونزا الوبائية التي نحن الآن بصدد المواجهة مع خطرها.
الأنفلونزا الموسمية لا تشكل خطرا على الإنسان؟
بالعكس، تتسبب في وفاة 500 ألف شخص سنويا، لأن فيروس الأنفلونزا يصيب الجهاز التنفسي للإنسان، ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أو لديهم نقص في المناعة. وهؤلاء هم من بين أهم الفئات التي ينصحها الأطباء بإجراء التلقيح الخاص بالأنفلونزا بشكل سنوي في بداية شهر شتنبر. هذا الفيروس يكون منتشرا على طول السنة ويزداد انتشارا خلال بعض الفصول، مثل الخريف والشتاء.
أما الأنفلونزا التي تكون على شكل جائحة، فيمكن أن تظهر في أي فصل من فصول السنة. الفيروس الحالي، H1N1، ظهر خلال فصل الربيع، ويمكن أن يؤدي إلى جائحة خلال الأيام القادمة، كما يمكن أن يجتاز مراحله الأولى خلال هذا الصيف بشكل طبيعي، ويضرب للمرة الثانية، بشكل أخطر، خلال موسم الخريف القادم. وبالتالي، فكل السيناريوهات تظل محتملة. وبالنظر إلى الدروس السابقة التي عرفت فيها البشرية انتشار جائحة الأنفلونزا، يقول الخبراء المختصون في تاريخ الأوبئة إن الضربة الثانية تكون أخطر من الأولى.
ارتباطا بتسمية هذا المرض، لماذا لم يطلق على الفيروس الحالي اسم "أنفلونزا المكسيك"، مثلما تم التعامل مع الجائحات السابقة، حيث أصبحت الأجيال الحالية تعرف الأنفلونزا الآسيوية أو الأنفلونزا الأسبانية أو أنفلونزا هونغ كونغ؟
إضافة إلى الخطأ الأول الذي ربط الفيروس الحالي بالخنزير، يمكن أن تؤدي تسمية الفيروس بـ"أنفلونزا المكسيك" إلى الوقوع في خطأ آخر قد يؤدي إلى إسقاطات ثقافية أو اجتماعية واقتصادية خاطئة... ويتسبب في إشاعة نظرة خاطئة عن المرض تعيق طرق الوقاية منه. في الوقت الحاضر، لا يمكن تسمية المرض باسم بلد أو منطقة أو شعب، يخوض حربا لمواجهة المرض، ليجد نفسه في مواجهة ثقل وتداعيات أخرى غير علمية وغير مبررة.
خلال الأيام الأخيرة، قالت السلطات المكسيكية إنها نجحت في احتواء المرض، لكنها بالمقابل أكدت أن الضربة الثانية يمكن أن تكون أخطر، كيف يمكن تفسير مثل هذا التناقض؟
السلطات المكسيكية أعلنت بالفعل أنها استطاعت التقليص من عدد الحالات المصابة بالفيروس، ولا يجب أن ننسى أنه عندما ظهر المرض في البداية كان هناك خلط كبير جدا لا في عدد الوفيات ولا في عدد الإصابات المؤكدة أو غير المؤكدة، وتم بعد ذلك مراجعة وتدقيق كل هذه المعطيات.
فعندما نتحدث عن مكسيكو، وهي من أكبر المدن في العالم المأهولة بالسكان، فالسلطات الصحية اتخذت مجموعة من الإجراءات الصحية، من بينها ضرورة غسل اليدين وإقفال المكاتب والمدارس والتجمعات... وهي إجراءات أعطت أكلها إلى حد الساعة. لكن كما علمتنا الأوبئة السابقة قد يكون القادم من الأسابيع والأشهر أخطر مما فات.
هل يمكن الحديث عن وجود الشفافية في التعاطي مع هذه الأمراض؟
الشفافية ضرورية في حالة الأوبئة من أجل مواجهة المرض. لذلك، تركز منظمة الصحة العالمية على تطبيق الإجراءات الصحية الفعالة، وليس الإجراءات التي تعطي الانطباع بالاطمئنان، دون أن يكون لها أي تأثير على تطور المرض، مثل محاصرة البلد وعزله، في الوقت الذي يكون مثل هذا الإجراء غير فعال ولا يحقق أي نتائج. وهو ما قد يؤدي إلى تفادي الدول الإعلان عن الإصابات مخافة التعرض لتأثيرات قد تؤدي إلى الإضرار بالبلد نتيجة تعرضه لإجراءات ظالمة وغير صحية وغير علمية.
لهذا، تكون المنظمة العالمية للصحة حريصة جدا في مجال الإجراءات الواجب اتخاذها حتى تضمن تعاون كافة الدول. حريصة على النصح بالإجراءات الفعالة ميدانيا فقط، وليس اتخاذ إجراءات "احترازية" خاطئة. لهذا، رأينا كيف لم تقم الولايات المتحدة الأمريكية، المتاخمة للمكسيك، بوقف الرحلات اتجاه المكسيك ولم تقم بإغلاق الحدود البرية. وفي المقابل، رأينا كيف اتخذت السلطات المكسيكية إجراءات عميقة وراديكالية للحد من انتشار الفيروس ولو أن ذلك يسبب الخسارات الفادحة لاقتصادها. والمنظمة العالمية للصحة لم تنصح، إلى اليوم، بوقف الرحلات أو إغلاق الحدود، لأن خبراء الصحة في العالم يقومون، منذ سنوات، بدراسة مثل هاته الحالات ويضعون مختلف السيناريوهات الممكنة وطبيعة الإجراءات الواجب اتخاذها.
ولكن كيف يمكن تفسير حديث السلطات المكسيكية عن ضربة ثانية أشد خطورة؟ وما هو الفرق بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية؟
عندما نكون بصدد خطر التعرض لجائحة مثل الأنفلونزا، التي قتلت حوالي 50 مليون إنسان سنة 1918، أي أكثر مما قتلته الحرب العالمية الأولى، فإن الخبراء، الذين يدرسون تاريخ الأوبئة، يستندون على ماضي كافة الأوبئة. وقد خلص هؤلاء الخبراء إلى أن فيروسات الأنفلونزا عندما تنتشر في تجمع سكني معين (مدينة، قرية...)، تستقر فيه لمدة معينة وتصيب السكان بشكل تصاعدي إلى أن تشرع في التراجع وتتقلص الإصابات ويختفي الفيروس، وتدوم هذه المرحلة ثمانية إلى اثني عشر أسبوع تقريبا. بعد ذلك، يغيب الفيروس لأسابيع وأشهر، قبل أن يعود مجددا. في المرحلة الأولى، يكون تأثير الفيروس شبيها بالأنفلونزا الموسمية ولا يشكل خطورة كبيرة، لكن في المرحلة الثانية يكون أكثر خطورة. ولاحظ الخبراء، الذين درسوا تاريخ الأوبئة، أن الوفيات لم تحدث بشكل كبير في المرحلة الأولى، ولكنها حدثت في المرحلة الثانية.
من هنا، نستخلص شيئين على الأقل: لا يجب الاطمئنان بعد مرور المرحلة الأولى. الخلاصة الثانية، إذا استطعنا توفير اللقاح بشكل كاف قبل حدوث الضربة الثانية للفيروس، سنكون ربحنا رهان التغلب على المرض بشكل كبير وليس العكس.
الآن، تقوم منظمة الصحة العالمية بجمع عينة من الفيروسات، لترسلها بعد ذلك إلى المختبرات في الجزء الثاني من شهر ماي الجاري من أجل إنتاج تلقيح مناسب. وهو ما يتطلب ثلاثة إلى أربعة أشهر. بالمقابل، فإنتاج كمية تكفي مجموع البشرية يتطلب حوالي سنة. إذن، الخبراء يأملون إنتاج التلقيح قبل الضربة الثانية للفيروس، من أجل التقليل من عدد الإصابات والوفيات.
هل يمكن استعمال الدواء الذي أنتج لمواجهة أنفلونزا الطيور لمواجهة الفيروس الحالي؟
أنفلونزا الطيور أو الخنازير أو الموسمية كلها فيروسات للأنفلونزا. لكن الخطير هو الفيروس الذي يعتقد العلماء، ومازالوا يعتقدون ذلك، أنه يمكن أن يؤدي إلى الوباء، لأن لا أحد له مناعة ضده، لا كلية ولا جزئية. التلقيح يتم إنتاجه بناء على الشكل النهائي للفيروس، والتلقيح يحمي الإنسان من الإصابة بالفيروس. هذا عن التلقيح. أما الدواء المضاد للفيروسات، فإنه يقضي على الفيروس ويقلص من المضاعفات ويقلص من انتقال المرض. وهناك دواءان أثبتا فعاليتهما ضد فيروس الأنفلونزا، وهما للإشارة غاليا الثمن.
لهذا، فالدول، حسب إمكانياتها ووتيرة إنتاج الدواء من طرف المختبرات، تتوفر على احتياطي للدواء سوف تستعمله إذا حدثت جائحة الأنفلونزا. لم نتعرض لجائحة أنفلونزا الطيور، أو مازلنا لم نتعرض لها أو أننا لن نتعرض لها، المهم أن احتياطي الأدوية الخاص بها صالح اليوم لاستعماله خلال الجائحة الجديدة في حالة وقوعها. وهذه الأودية صالحة أيضا للاستعمال خلال الإصابة بالأنفلونزا الموسمية. هذه الأدوية تخفف من حدة المرض وتساعد على الحد من انتقال الفيروس.
هل يمكن أن يعالج الذين سيتعرضون للإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير، أم أن مصيرهم هو الموت؟
أبدا. ليس كل من أصيب بهذا المرض سيموت. هذا بعيد عن الواقع. الخبراء يضعون عدة سيناريوهات: أولا، إذا انتشر على شكل جائحة، سيصاب ويحس بالمرض وأعراض الأنفلونزا (الحمى، العياء، الإسهال، فقدان الشهية، لمدة سبعة أيام) ما بين 15 و35 في المائة من السكان. واحد في المائة من هؤلاء المصابين قد تكون حالتهم صعبة، و0،4 ٪ من الذين ستظهر عليهم أعراض المرض سيتعرضون للوفاة. وهؤلاء هم الذين يعمل الخبراء على التقليص من عددهم.
هذه السيناريوهات بنيت على ضوء الدراسات والجائحات السابقة. أما الفيروس الحالي، فمازال العلماء لا يعرفون درجة خطورته، ولكن يقولون إن خطورته لا تقل عن خطورة الأنفلونزا الموسمية لحد الساعة. وهي سيناريوهات بنيت على أساس عدم وجود أدوية مضادة للفيروسات وبدون تدخل عملية التلقيح.
هناك من يشيع، بما في ذلك بعض وسائل الإعلام المغربية، بأن هذا الفيروس تم إنتاجه في المختبرات من أجل تجريبه على دول العالم الثالث، وهناك أيضا من يتحدث عن عقاب إلهي...
ثقافة المؤامرة أو ثقافة البارنويا لا تمس فقط مجال الطب، بل نجد أنها تطال أيضا مجال الثقافة والسينما والاقتصاد والسياسة... العلماء الذين يدرسون الأوبئة ينتمون إلى كافة دول العالم... هذا النوع من التفكير لن يندثر، مثله مثل الفكر الخرافي والشعوذة.
وسائل الإعلام لها رسالة خلال الأيام العادية، وتكون لها أدوار جد خطيرة خلال اللحظات الحرجة التي تجتازها البشرية، من أجل تنوير وتثقيف الرأي العام. وهو ما نلاحظه الآن على المستوى العالمي. وقد لاحظت مؤخرا أن بعض القنوات الفضائية تعطي الكلمة للرأي العام، وتنقل انشغالاتهم وأسئلتهم إلى الخبراء والمهتمين. وهناك قنوات تتحدث عن العقاب الإلهي وأن هؤلاء المصابين لم يحترموا التعاليم الدينية، وهو نفس الخطاب الذي تبثه بعض القنوات الإسلامية أو اليهودية أ والمسيحية الشعبوية أو المتطرفة.
هل يصعب التنبؤ بالأوبئة على غرار عدم التنبؤ بالزلازل؟
المعروف أن البشرية تعرف تقريبا كل عشرين سنة ظهور جائحة الأنفلونزا. فيروسات الأنفلونزا تتغير كل سنة شيئا فشيئا. أحيانا يعرف الفيروس تغييرا جذريا، وهذا يكون سببا في الجائحة، لأن لا أحد تكون له مناعة ضده.
التطور الذي عرفته البشرية أمكن، مثلا، من محاصرة أنفلونزا الطيور إلى حد الساعة. كما أن هذا التطور أمكننا من تقليص مدة إنتاج التلقيح إلى ثلاثة أو أربعة أشهر. وهناك، اليوم، دراسات كثيرة تحاول أن تجعل إنتاج التلقيح يتم بطريقة الهندسة الوراثية من أجل تقليص مدة الإنتاج وبالتالي وصوله إلى الناس بأسرع وقت. المهم أن نكون مهيئين لمواجهة مثل هذه الحالات.
وكيف ستعمل الدول الفقيرة، التي لم تعرف تطورات علمية، لمواجهة مثل هذه الأمراض؟
في حالة الأوبئة، يكون المجتمع الدولي مستعدا للمراقبة وتوفير اللقاحات، لأن الأوبئة قد تنتقل في أقل من أسبوع، كما هو الحال مع الفيروس الحالي، إلى كافة الدول. ولا يمكن لأي دولة أن تكون في منأى عن التعرض للإصابة. فالأوبئة والجائحات لا تعترف بالحدود والدول والكيانات والفقر والغنى... الأوبئة توحد العالم. والمواجهة يجب أن تكون كذلك.
لم تسجل، إلى حد الآن، أية حالة بالمغرب، ماعدا الحالة التي سجلت بمدينة سبتة. كيف تتوقع الوضع بالمغرب في حالة ظهور إصابات؟
هناك برنامج هيأته وزارة الصحة، بتعاون بين الخبراء المغاربة وخبراء المنظمة العالمية للصحة. وهذا البرنامج يتضمن كافة السيناريوهات للوقاية وللمواجهة، ابتداء من منع تسرب الفيروس إلى مواجهته ومحاصرته والتقليل من عدد الإصابات في حالة تحوله إلى جائحة.
من الصعب إعطاء صورة دقيقة عما سيقع، لأننا إلى حد الساعة نجهل درجة خطورة الفيروس الحالي . ولكن يمكن إسقاط التوقعات والأرقام التي تحدثنا عنها سابقا على المستوى الكوني على بلادنا.
اجتمعت الحكومة مؤخرا من أجل مناقشة هذا الموضوع وخصصت اعتمادات مالية لذلك. هل تتصور أن هذا الاستعداد المبكر ستكون له إيجابيات؟
الاستعداد داخل المغرب تشرف عليه وتنسقه وزارة الصحة بتعاون مع قطاعات حكومية أخرى تحت إشراف الوزارة الأولى. وقد بدأ منذ ثلاث سنوات، وتم وضع برنامج مفصل من طرف الخبراء المغاربة بوزارة الصحة التي تتابع من الجانب الصحي تطورات الفيروس على المستوى العالمي في تنسيق دائم مع منظمة الصحة العالمية. والبرنامج الذي تم وضعه في هذا المجال، يتضمن إجراءات يمكن تطبيقها على مراحل. فالاحتياطات المتخذة على صعيد المطارات هي جزء من هذا البرنامج، ثم هناك إجراءات كثيرة ومدققة توصي بها المنظمة العالمية للصحة وتطبق على مراحل...
العديد من الطقوس والأنشطة تمارس في المغرب بشكل جماعي، مثل الصلاة، وخاصة صلاة الجمعة والحمامات والأسواق وطقوس السلام عبر التقبيل، ثم هناك التجمعات الانتخابية، التي سيقبل عليها المغرب بعد أسابيع... هل هذه الطقوس والمواعيد السياسية يمكن أن تتأثر بفعل الجائحة؟
من الأشياء المهمة جدا التي يجب أن نحتاط منها، سواء تعرضنا لجائحة أو لا، هو الاحتكاك المباشر والتقبيل. ويجب تجنبهما. وإذا ما انتقل الفيروس إلى المغرب، فإن برنامج وزارة الصحة وضع إجراءات واضحة في حالة تحول الفيروس إلى جائحة. وهي إجراءات تهم كل التفاصيل، من تجمعات ومدارس واستشفاء وتنقل... وهذه الإجراءات تتخذ على صعيد كل منطقة، حسب طبيعة انتشار المرض. والقرارات الكبرى تتخذ من طرف لجنة تضم كافة المتدخلين والسلطات العمومية، حسب المعايير المنصوح بها من طرف منظمة الصحة العالمية والبرنامج المعتمد.
إذا ما انطلقت الجائحة، كيف يمكن الوقاية منه المرض؟
للوقاية من الفيروس، يمكن اتباع بعض الخطوات اليومية الاعتيادية، مثل غسل اليدين مراراً وتكراراً، وتجنب الاتصال مع المرضى أو الاقتراب منهم، وتجنب لمس أشياء ملوثة.
وما هي التدابير التي يجب اتباعها إذا ما أصيب فرد من العائلة مثلا بالمرض خلال الجائحة؟
يجب تخصيص غرفة بالبيت للمريض، وإن لم يكن ممكنا ذلك، يجب جعله على بعد مترين على الأقل من باقي أفراد العائلة. ويجب إغلاق باب الغرفة المؤدي للمنزل ما أمكن، مع فتح النوافذ على المحيط الخارجي لتهوية الغرفة. ويجب أن يستعمل القناع الواقي كلما دخل عليه أحد. ويجب تخصيص فرد واحد من الأسرة لخدمته. وكلما دخل الأخير عند المريض، يجب أن يلبس القناع الواقي. ويجب غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار، وخصوصا بعد لقاء المريض أو لمس حاجياته. الحفاظ على نظافة البيت باستعمال المطهرات المنزلية. ويجب عدم خروج المريض قبل شفائه (7 أيام) إلا للضرورة القصوى، كالبحث عن الاستشفاء، مثلا، إذا ما تدهورت حالته الصحية، حتى لا ينقل الفيروس إلى الآخرين. ليست هناك ضرورة لغسل صحونه مثلا لوحدها، فالماء والصابون يقضي جيدا على المكروبات. ويجب اتباع نصائح السلطات الصحية.

5 mai 2009

* طبيب، كاتب وباحث في قضايا الإعلام الطبي والتربية الصحية

clés

الطيب حمضي . المغرب . العالم العربي . الديمقراطية . العدالة . المواطنة .المشاركة . الواقع السياسي . حقوق الإنسان. التنمية. الإرهاب. الأحزاب. العلاقات الدولية. المغرب العربي. الدبلوماسية. Tayeb Hamdi